fbpx

كيف أعزز الخيال عند طفلي؟ وما هو اللعب التخيلي؟

يناير 21, 2023
ماذا يتعلم الطفل من الخيال ؟ وكيف أساعده على اللعب التخيلي

ما هي أهمية تشجيع أو تحفيز الخيال؟

تعتبر السنوات القليلة الأولى من حياة طفلك في غاية الأهمية. تساعد كل الأشياء التي تقومين بها مع طفلك، من القراءة، والغناء، واللعب، إلى الأكل والمشي على إعطاء دماغه دفعة الإنطلاقة الأولى.

يساهم إشراك طفلك بأنشطة التحفيز في إنشاء روابط في دماغه. ومن خلال هذا التكرار، تصبح هذه الروابط شبكات في دماغه تسمح له بالتفكير والتعلّم. يعتبر هذا الوقت هاماً لنمو طفلك الذهني لأن دماغه أكثر كثافة بكثير مما سيكون عليه عندما يكبر. تصبح الروابط التي تستخدم بتكرار روابط دائمة، بينما قد لا تعيش الروابط التي بالكاد تستخدم. عندما تعرّضين طفلك لتجارب جديدة، تفتحين ذهنه على عالم أكبر وأكثر إثارة. ومن خلال تشجيعه على استخدام خياله (“انظر، ماما نمر في الغابة!”)، تشعلين الشرارة في دماغه لتتشكّل “ممرات الخيال” من تلقاء نفسها

كيف أساعد طفلي على تنمية خياله؟

يمكنك مساعدة طفلك على إثارة عالمه الخيالي بالقراءة معه في الكتب المصورة عن الناس والأماكن غير المألوفة. بما أن طفلك يتمتع طبيعياً بالخيال، سيساعد ذلك أيضاً على توسيع حصيلته من الكلمات والصور. (كيف يمكنك تخيّل أنك سلحفاة ما لم تر واحدة من قبل؟).اختاري كتباً فيها الكثير من الصور الكبيرة والملونة. يمكنك اختلاق أية قصة تريدينها قبل أن يتعلم طفلك الدارج القراءة ويصر على إلتزامك بالنص حرفياً. كل ما يريده دماغه الآن هو إدخال المعلومات. أري طفلك الدارج صوراً لكل شيء من الخنافس حتى الديناصورات. حددي أصواتاً للحيوانات والمركبات أيضاً. استخدمي أصواتاً خاصة لشخصيات مختلفة وتحدثي عمّا حدث أو قد يحدث لهذه الشخصيات. حاولي تقليل الوقت الذي يقضيه في مشاهدة التلفاز وأقراص الفيديو الرقمية، فهي تخلق عوالم خيالية جاهزة بالنسبة لطفلك. بدل ذلك، امنحي عقل طفلك الدارج مجالاً أكبر لخلق صور من تلقاء نفسه.

هل أستطيع اختلاق قصص لطفلي؟

يعتبر إصغاء طفلك لك وأنت تروين قصصك الخاصة المختلقة أمراً ممتازاً، حتى أنه قد يكون أفضل له. يمنح هذا الأمر طفلك مجالاً كبيراً للخيال، وستوضح له هذه القصص كيفية خلق الشخصيات والحبكة. كما يعتبر استخدام طفلك كشخصية رئيسية وسيلة رائعة لوعيه واستيعابه لطبعه وشخصيته. سرعان ما سيبدأ طفلك بتأليف قصصه ومغامراته الخاصة. قد يقلدك في البداية لأن هذه هي الطريقة التي يتعلم بها الأطفال. ومع تطور خياله، سوف يدهشك بالسيناريوهات المبتكرة.

ما هي الأغراض التي ستحفز مخيلة طفلي الدارج؟

تقريبا أي شيء يمكن أن يكون أداة للعب التخيلي. يمكن أن تصبح المناشف عمامات، وحبات الخرز البلاستيكية مجوهرات ثمينة. كما قد تتحوّل كومة حيوانات طفلك المحشوة إلى مستشفى حيوانات أو مزرعة. تكون أبسط أغراض اللعب الخيالي غالباً هي الأفضل لأن معظم العمل يجري داخل رأس طفلك، ولا تعتبر الأزياء ذات التفاصيل، مثل تلك الخاصة بشخصيات أفلام أو رسوم متحركة مفيدة. لن تكون ملابس “باتمان” سوى ملابس “باتمان”. ولكن باستخدام قبعة ومنشفة عاديتين، يستطيع طفلك أن يكون شخصيات كثيرة ومختلفة.

إن أفضل طريقة لضمان حصول طفلك على الكثير من الأفكار هو احتكاكه بأكبر عدد ممكن من الأشخاص الحقيقيين (من جميع الأعمار)، والأماكن، والأحداث. أعطي طفلك صندوقاً خاصاً أو سلة لجمع الملابس التنكرية والقطع. ستثير هذه الألعاب الخيال أكثر، خاصة إذا أضفت أغراضاً جديدة عندما لا يراك طفلك، ثم قلت “دعونا نرى ماذا يوجد في الصندوق اليوم!”. بوضع قطعتين من كل الأغراض المفضلة لدى طفلك، ستضمنين تقليل المشاحنات عندما ينضم إليه الأصدقاء أو الأشقاء.

ما الذي سيتعلمه طفلي من خلال ألعاب التخيّل؟

يتعلم الأطفال الكثير من خلال عمل دارما لحياتهم اليومية والخيالية.عندما يخترع طفلك سيناريو، وحبكة، وشخصيات (“أنا الأب وأنت الطفل المريض”)، يطوّر مهاراته الاجتماعية والتخاطبية. وسينجح في فهم الأمور العاطفية من خلال سيناريوهات الاستجابة التعبيرية التي تنطوي على الشعور بالحزن، أو السعادة، أو الخوف. هكذا، يعتبر تخيله أنه بطل أو حارس مثيراً للشعور بالقوة. فهو يعلم أنه مسؤول ويمكن أن يكون أي شخص كان.

حاولي ألا تسألي طفلك كثيراً عما ما يفعله. بدل ذلك، يمكنك االتعليق على ما يفعله، مثل أن تقولي “يا للروعة، تبدو وكأنك على سفينة فضائية!” فهذا يسمح لخياله بأخذ الاتجاه الذي يريده بدل اتباعك فقط. يمارس طفلك أيضاً الانضباط الذاتي عندما يضع القواعد بنفسه أو مع صديق له. كما يتعلم أيضاً مبدأ النتيجة والسبب عندما يتصور كيف يتصرف الضفدع أو الكلب في وضع معين. قد يكون الأهم من ذلك كله أن طفلك يتعلم حل المشاكل من خلال خلق حالات وهمية ومتابعتها. يُعتقد أن الكثير من اللعب التخيلي في سن مبكرة يمكن أن يساعد طفلك على أن يكبر مع إمكانيات أعلى في حل المشاكل. لذا اطمئني إلى أن كل تلك الساعات التي يقضيها على السجادة متظاهراً بأنه أحد الحيوانات لا تعتبر وقتاً ضائعاً على الإطلاق. فقد تساعد طفلك على التعامل مع التحديات والمواقف الصعبة عندما يصبح أكبر سناً، كأن يعرف التصرف المناسب إذا نسي الكتاب الذي يحتاجه في المدرسة في ذلك اليوم بالذات.

إلى أية درجة أسمح لطفلي بالفوضى؟

لا شك أن الخيال يعتبر أمراً فوضوياً. كما يعني عبور نهر يعج بالتماسيح من خلال القفز على الوسائد (أو الصخور!) أن الأريكة ستسحب بعيداً. قد يساعدك كثيراً وضع بعض الاستراتيجيات السريعة لتقليل الفوضى. على سبيل المثال، تصنع القمصان القديمة البالية بعد قطع أكمامها روباً رائعاً يمكن ارتداؤه من الخلف. يمكنك أيضاً الحفاظ على سطح الطاولة عبر الإصرار على وضع أغطية بلاستيكية تحت مكان اللعب بالصلصال، واستخدم أوراق تبطين كبيرة لتغطية الطاولة (أو الأرض أو الجدران) لمنع اللطخات والبقع متعددة الألوان.

هل من الجيد وضع حدود للعب الأطفال الخيالي؟

يعتبر وضع حدود (عدم استخدام “السيوف” للضرب) وتعزيزها أمرين بالغي الأهمية بالنسبة لك ولطفلك. ورغم عدم وجود مشكلة في أن يكون لطفلك أصدقاء خياليون، يجب ألا تقلقي كثيراً إذا بدأ يلوم أحد أصدقائه على شيء فعله. يستحسن أن تمتدحي طفلك ببساطة عندما يعترف بشيء ما، ولكن لا توليه اهتماماً كبيراً عندما لا يكون صادقاً. إذا استطعت وعندما يتاح لك الأمر، فاسمحي لطفلك أن يعيش قليلاً مع رحلته الخيالية. إذا كانت طاولة المطبخ حالياً بيتاً ثلجياً، فقد حصلت على عذر مثالي للتظاهر بأنكما ذاهبان في نزهة خارجية لتناول الطعام على أرضية غرفة المعيشة!

كيف أتجنب الشجار بسبب لعب طفلي التخيلي؟

عندما يرجوك طفلك ارتداء ملابس رائد الفضاء الخاصة به للذهاب إلى الحضانة لليوم الرابع على التوالي، قد يتنازعك رأيان. اعتاد البالغون على الانصياع التام للقواعد الاجتماعية والقواعد التي تعتبر عملية. لذا، بعد أربعة أيام يرجح أن تحتاج ملابس رجل الفضاء إلى الغسيل، ناهيك عن مدى ملاءمتها لتكون ملابس يومية. لكن لا يفكر الأطفال الدارجون بهذه الطريقة. عندما تجدين نفسك مضطرة للمواجهة (“عليك أن تخلع ملابس رائد الفضاء الآن”)، تذكري أن طفلك لا يستوعب هذه الحدود حتى الآن. وهذا الأمر لا يمثل مشكلة. بدل أن يضيع في عالم من الخيال، هو فقط يعيش في أجواء من اللعب. نحن كأشخاص بالغين، نفكر فيما نريد أن ننجزه في وقت معين. ونقلق أيضاً بشأن ما يفكر به الآخرون، الأمر الذي قد يشعرنا بالحرج. نحن نتعلم هذه العادات لأنها تساعدنا على التماشي مع المجتمع. وهي في هذا السياق، تعتبر أمراً إيجابياً، لكنها تميل لأن تكون ضد الخيال الحر المنطلق. بعبارة أخرى، مع أنك قد لا تدركين ذلك، أنت كأم تحملين معك الكثير من الأعباء والأفكار التي لم تتخلصي منها. وسيساعدك الوعي بهذا الأمر وأنت تتعاملين مع طفلك. يتمتع الأطفال الدارجون بأرواح حرة لأنهم لم يتعلموا بعد القلق من ألا يكونوا أشخاصاً منتجين أو من أن يبدوا سخفاء. كم هم محظوظون!

ما هي الخطوة التالية لكي أشجع وأحفز مخيلة طفلي الدارج؟

تعتبر مشاركة الخيال مع الأخرين جزءاً من تطوره. وأفضل وسيلة لمساعدة طفلك على الإرتفاع إلى المستوى التالي هي الإصغاء ولعب دور المستمع الجيد. بالطبع، لا يتمتع الأطفال الدارجون بمهارات كلامية كبيرة، لكنهم يتحسنون مع التدريب. حاولي استبدال أسطر من القصة. يمكنك أن تقولي أثناء قيادة السيارة: “ذات مرة كان هناك كلب. عاش الكلب مع صبي صغير يسمى سعيد وفي يوم من الأيام…..” ثم أعطي طفلك دوره. ما لم يكمل طفلك سطراً كاملاً، يمكنك الانضمام إليه. اطلبي منه أن يعطي كلب الصبي الصغير اسماً. عندما يرسم طفلك لوحة، شجعيه على أن يخبرك بما فيها. بدل أن تقولي “يا لهذا المنزل الجميل!”، قولي “يا لروعة هذه الألوان! ما هذا الرسم؟”. تسمح لعبة التظاهر لطفلك بأن يكون أي شخص يريده، وبتدريب ما تعلمه ولإخراج الأمور بالطريقة التي يرغب بها، ويمكنك الإنسجام مع ما يفكر فيه من خلال الاستماع إليه. من يدري؟ ربما تتمكنين من تنشيط خيالك أنت أيضاً أثناء هذه العملية.

يتعلم الأطفال الكثير من خلال عمل دارما لحياتهم اليومية والخيالية.عندما يخترع طفلك سيناريو، وحبكة، وشخصيات

Leave a Comment