القراءة من الهوايات الممتعة والمفيدة لتحسين الصحة العقلية والبدنية وخلق عادات صحية، لذا فتعليمها للأطفال منذ الصغر أمر مهم، فهي تحسن وظائف الدماغ وتحفزه للتفكير، وتعزز مهارات التحليل والخيال والقدرة الكتابية، بالإضافة إلى أنها تعرفهم إلى كثير من الكلمات والمعلومات الجديدة، وقد وجدت بعض الدراسات الطبية أن القراءة تخفف أعراض التوتر والاكتئاب، وتُساعد على النوم العميق والهادئ، وتحسن الذاكرة، وتقي من أمراض الشيخوخة فيما بعد، كالألزهايمر والخرف. إذا كنتِ تتساءلين كيف أغرس حب القراءة في طفلي؟ وما الوقت المناسب لتعليمه القراءة؟ فتعرفي إلى الإجابة في هذا المقال.
كيف أغرس حب القراءة في طفلي منذ الصغر؟
يوصي الأطباء بقراءة الكتب والقصص للأطفال بدءًا من سن الرضاعة لربطهم بها، وجعلها هواية ممتعة في المستقبل، وسنستعرض لكِ فيما يلي بعض النصائح لتغرسي حب القراءة في طفلكِ منذ صغره:
- خصصي لطفلكِ وقتًا للقراءة يوميًّا قبل النوم، واختاري له القصص المصنوعة من الورق المقوى أو القماش الناعم.
- احملي طفلك بالقرب منك، أو ضعيه على ركبتك في أثناء القراءة، حتى يتمكن من رؤية وجهك والكتاب.
- اقرئي له بصوتٍ عالي، واستخدمي الحركات والأصوات المختلفة، ورغم أن طفلكِ لا يزال صغيرًا على فهم الكلمات، فإنه يستمتع بصحبتكِ ورؤية حركاتكِ وسماع الأصوات الصادرة عنكِ.
- أوقفي القراءة إذا لاحظت الملل أو الإحباط على صغيركِ، كإبعاد نظره عنكِ أو البكاء أو إغماض عينيه أو التحرك بعيدًا عنك، حتى لا يكره القراءة.
- ركزي على الكتب والصفحات التي يستمتع بها طفلكِ.
- اختاري صور الحيوانات -على سبيل المثال- في أثناء القراءة القصص المصورة، ورددي اسمها عدة مرات، ففي عمر التسعة أشهر يبدأ طفلكِ التعرف إلى الرسوم والصور المختلفة.
- اعرضي لصغيركِ القصص المصورة، واسمحي له باختيار القصة بنفسه، ربما مازال صغيرًا على فهم القصص واختيارها، إلا أن ذلك يدربه على اختيار أشيائه بنفسه، وتعليمه الثقة بالنفس.
- وزعي الكتب المخصصة للأطفال في جميع أركان المنزل، واتركيها في متناول يديه.
خلال هذه الفترة دربي طفلكِ باستمرار بحسب تطور مهاراته وقدرته على الفهم والاستيعاب، وعندما يكبر اتبعي معه النصائح الآتية:
- اطلبي من طفلكِ في عمر السنة والنصف أو السنتين نطق أسماء الحيوانات والصور الموجود بالقصة، أو تقليد الأصوات، كصوت القطة، أو القفز كالأرنب الموجود بالكتاب، أو اسأليه بعض الأسئلة البسيطة، مثل: من يختبئ خلف الشجرة؟ واتركيه يشير إلى هذا الشيء، فذلك يُساعده على بناء مهارات اللغة والتفكير لديه.
- اختاري لطفلكِ القصص التي تحولت إلى أفلام طويلة أو كرتون وناقشيها معه، عندما يكبر طفلكِ أكثر، كفيلم الأسد الملك.
- اطلبي منه أن يحكي لكِ القصة، حتى لو كانت كلمات غير مفهومة لصغر سنه، ولا توقفيه لتصححي له معلومة في القصة، فذلك ينمي عنده الخيال والتأليف.
- اسمحي لطفلكِ باختيار الكتاب نفسه يوميًّا إذا رغب في ذلك، وكوني صبورة ولا تعنفيه لتشجعيه على حب القراءة.
- توقفي عن القراءة إذا طرح طفلكِ سؤالًا، وأجيبي عنه.
- اجعلي طفلكِ يقرأ بصوت عالٍ بمجرد تعلمه القراءة، لأن ذلك يزيد ثقته في قدرته على القراءة.
- ساعدي طفلك إذا أراد معاونة في نطق إحدى الكلمات، ولا تجبريه على النطق، ومن ناحية أخرى لو أراد نطقها بنفسه فلا تمنعيه.
- لا توقفي القراءة لتبدلي له الكلمات، مثل: استخدام كلمة “كلب” بدلًا من “جرو”، أما إذا استخدم كلمة لا صلة لها بالموضوع، فاطلبي منه إعادة القراءة، وقولي له إنك لم تفهمي هذه الجملة.
- اثني على طفلكِ دائمًا في أثناء تعلمه القراءة، لأن ذلك سيشجعه على حبها والاستمتاع بها.
لكن ما الوقت المناسب لتبدئي مع طفلكِ القراءة؟ تعرفي إلى الإجابة في السطور التالية.
الوقت المناسب لتعليم الطفل القراءة
يتطور الدماغ عند الأطفال منذ الولادة حتى عمر الثلاث سنوات بشكل أسرع من أي وقت آخر، وفي هذه الفترة يتعلم الطفل مهارة النطق وأساسيات اللغة والكلمات والمفردات الجديدة، وفي عمر الثلاث سنوات يبدأ تعلم الحروف والكلمات قراءةً وكتابةً حتى يبغ الخمس أو الست سنوات، لتكون هذه الفترة مناسبة لتعليمه القراءة بمفرده.
سيتعرف طفلكِ في هذه المرحلة إلى كتبه المفضلة، اقرئيها معه، وعلميه كتابة أسماء الشخصيات المفضلة لديه، وساعديه على تطوير خياله من خلال توقع أحداث القصة. بعد أن تعرفتِ إلى السن المناسبة لتعليم طفلكِ القراءة، احرصي على الاهتمام بالمهارات الآتية لتساعديه على تحسين قراءته أكثر في سن صغيرة:
- نطق الكلمات والحروف الأبجدية أمامه.
- استخدام الحروف والكلمات المطبوعة، وتعريفه بأسمائها.
- مساعدته على التحدث وفهم لغته الأم، ومناقشته معاني الكلمات والجُمل.
طرق تعليم الطفل القراءة
تعرفي إلى بعض الطرق البسيطة لتعليم طفلكِ القراءة مبكرًا:
من سن أربعة أشهر إلى سنتين:
- الاستماع إلى أغاني الأطفال: استمعي مع صغيركِ إلى الأغاني المخصصة للأطفال، التي تعرفهم إلى أسماء الحيوانات وأصواتها وأسماء الألوان، لتطوير مهارات طفلكِ اللغوية.
- اختيار الكتب: اختاري كتبًا بألوان زاهية وصور واضحة وكبيرة للتركيز عليها خلال القراءة، ومصنوعة من أنسجة قوية، كالبلاستيك والقماش والورق المقوى، لتسمحي لطفلكِ بلمسها ووضعها في فمه دون خوف أو قلق.
- قراءة القصص المصورة: اختاري قصة مكونة من شخص أو كائن واحد، وسميه تسمية سهلة على طفلكِ، ومثلي ما تقرئينه بوجهكِ ويديكِ وصوتكِ، واتركي طفلكِ يثرثر في المقابل، ولا تنسي أن تخصصي له وقتًا للقراءة، واجعليه روتينًا يوميًّا قبل نومه، لتهدئته ومساعدته على النوم، واحتضنيه في أثناء القراءة ليشعر بالأمان.
من عمر سنتين إلى خمس سنوات:
- الاستماع إلى أغاني الأطفال: أسمعي طفلكِ الأغاني الحركية المخصصة للأطفال، لتعلم مخارج الحروف ونطق الكلمات بشكل صحيح، وهذا النشاط رائع لتطوير مهارات القراءة والكتابة لدى الأطفال.
- صنع بطاقات بكلمات بسيطة: اكتبي بعض الكلمات البسيطة المكونة من حرفين أو ثلاثة أحرف في بطاقات، مثل: كلمة “شمس، أو بطة، أو كتب، أو أسد”، واجعلي طفلكِ يختار البطاقة بنفسه، واقرئيها معه عدة مرات.
- اختيار الكتب: اختاري القصص المناسبة له، واطرحي عليه بعض الأسئلة المناسبة لعمره، فإذا كان صغيرًا، فاسئليه أسئلة بسيطة متعلقة بالصور، مثل: “ما لون القطة؟ أو هل ترى القارب؟”، أما إذا كان كبيرًا، فناقشيه في القصة واطرحي عليه أسئلة خاصة بأحداث القصة، مثل: ” لماذا تعتقد أن الطائر كان خائفًا؟”.
- املئي غرفته وغرفة المعيشة أو الألعاب بالقصص المصورة، وشجعيه على اختيار القصة المفضلة لديه واقرئيها معه، ثم اجعليه يحكيها لكِ فيما بعد.
- قراءة اللوحات وإعلانات الشارع: اطلبي من طفلكِ بعد تعلمه الحروف ونطق الكلمات، قراءة إعلانات الشارع الواضحة، وساعديه على معرفة الحروف ومخارجها، واجعليه ينطق كل حرف على حدة.
ختامًا عزيزتي، بعد أن أجبناكِ عن سؤال “كيف أغرس حب القراءة في طفلي؟”، جربي أن تحكي القصص الصوتية لصغيركِ في أثناء الوجبات أو عند تغيير الحفاضات أو قبل النوم أو في السيارة، تُساعد هذه اللحظات على بناء علاقة عميقة معه، وتنمية مهاراته اللغوية أيضًا.
المصدر : سوبر ماما